ما رأيك في تصميم الموقع ؟
كـــــــبار الســـــــــــن.. معدن وفاء ومكنز خبرة
إيمان بنت عبدالله العبدالله
لا يكاد يخلو منزل من وجود كبير في السن أو كبيرة ، والجلوس معهم يجلب الأنس والسرور ، فحديثهم يحوي بين طياته حكمة سنوات طويلة وخبرتها ، حصلوها في معترك الحياة ما بين مد وجزر ، جلساتهم تعكس ظلالا روحية عميقة ، وتُظهر حنكة وقدرة على التعامل مع أمور الحياة ، حديثهم ممزوج بخفة ظل ، وأنفسهم بريئة، عاشوا وخاضوا الكثير من الشدائد وحان وقت راحتهم وسكينتهم ، فهنيئا لمن لديه في بيته والد أو والدة أو جد أو جدة.
رحمك الله يا جدتي....كنت أستيقظ على قرعاتها المتتالية على باب غرفة والدي لإيقاظه لصلاة الفجر.
وحين تُطل الشمس على الدُنا سافرة بوجهها الصبيح أصعد إلى جدتي في سطح المنزل الذي تفضل النوم فيه ، فأجدها قد افترشت حصيرا صنعته أناملها بدقة متناهية من سعف النخيل ، وبجانبها مذياعها المفضل ، وصوت الشيخ محمد سعيد نور ينساب منه شجيا نديا ، يدخل شغاف القلوب.
وإذا جلست جانبها رَنَتْ إلي بطرفها الحنون ، ودعتني لأشاركها إبريق الحليب بالزنجبيل الذي تعده بمهارة ، ثم تأخذ في سرد الذكريات المنهمرة من شفتيها كحبات اللؤلؤ المنفرطة من عِقْد جميل ، فنبحر معا بخيالنا إلى ثادق حيث مسقط رأسها ، ومرتع طفولتها ، ومدارج شبابها ، مرورا بالقصور .
وكم كنت معها في ثادق نجمع حبات التمر المتساقطة من عرائس النخل الجميلة، ، نأخذها مسرورين إلى بيتها الطيني الصغير القابع في سوق الماجد بين غابات النخيل بعُسُبها المتمايلة ؛ فنعود إلى حصيرتها في سطح منزلها، فتبدأ بنقض ضفيرتيها الطويلتين ، وقد غمست مشطها في زيت الزيتون تمرره على شعرها بيديها التي تفوح منها رائحة الحناء الجميلة.
كم فقدت جلساتها وابتساماتها وعطفها وحنانها المتدفق ومحبتها الصادقة .
فمن بقي له أب أو أم أو جدة أو جد فليصرف إليه حبه وعنايته ورعايته ؛ فإن الإنسان كلما تقدم في السن كان أحوج إلى الرعاية والعناية ، وأحوج إلى ترك مراقبة تصرفاته فضلا عن نقده عليها ؛ إلا إذا طلب رأيا أو مشورة؛ فقد أثبتت الدراسات الحديثة أن الإنسان حين يتقدم في السن يحتاج إلى رعاية وإفراح ؛ كما يُرعى الصغير ويُفرح.
وإذا كنا نأنس بالصغير فإن الكبير أولى بالأنس ؛ لأنه أخذ من الصغير طهارته ، وعفويته ، وتمسكه برأيه ، وبأشيائه الخاصة .
فلماذا يتململ البعض من الجلوس مع كبير السن بينما يأنس بالطفل؟
ولماذا نسامح الطفل على هفواته ولا نسامح كبير السن؟ ولماذا نتقبل رأي الطفل بأريحية وسعادة ولا نتقبل رأي الكبير؟ فمتى يفهم الشباب أن عفوية الكبير وطهارته وبساطته تحتاج إلى مسايرة ومسايسة؟
إن الله سبحانه وتعالى أرشدنا إلى كيفية التعامل السليم مع هذه الفئة البالغة الأهمية في مجتمعنا، فقال جل شأنه في محكم كتابه: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً" (24) الأسراء.
فما هي أسس التعامل الحسن ، وما هي قواعد العلاقة الطيبة في التعامل مع الوالدين ومع كبار السن عموما؟
نستطيع إيجازها في نقاط عدة أبرزها:
أن نوطن أنفسنا أن تكون علاقتنا معهم مبنية على الاحترام الصادق ، وليس التصنع والتملق؛ فإن ما يخفيه القلب تظهره النظرات واللسان والأفعال .
مبادرتهم بالتحية والسلام والمصافحة ؛ مع تقبيل الرأس للكبير ، والزيادة بتقبيل اليد للوالدين والأجداد.
رفع الروح المعنوية لديهم ؛ وذلك بحسن الاستقبال ، والترحيب ، وإظهار البشاشة والفرح بقدومهم.
إيناسهُم بسؤالهم عن ماضيهم وذكرياتهم وإنجازاتهم ؛ لأن الكبير - عند ضعف قوته وعدم وجود ما يقدمه - يحب من يعوضه بذكر تاريخه وإنجازاته .
إشراكهم في الحديث الذي يدور ؛ فربما كان لديه ضعف في السمع ؛ فيحزن لعدم المشاركة.
الإصغاء إليهم وعدم مقاطعتهم ؛ فخاصية حب الحديث عند الكبير ربما كانت أكثر من غيره؛ فيحسن تمكينه من الحديث ، مع التفاعل معه وحسن الإصغاء .
إبراز جهودهم والحديث عما قدموه من خدمات ، وإطراؤهم والإشادة بهم خاصة في المحافل العامة.
العناية بحفظ حياتهم الخاصة وأسرارهم.
أن لا يذكروا بسوء عند أحد ؛ فأكثر الغيبة من الكبائر وهي في حق الوالدين أعظم.
مراعاة التغيرات النفسية والجسمية والعقلية التي يمر بها كبير السن.
وختاما نقول : إن من شب على شيء شاب عليه ، فمن المهم تعليم الأولاد والصغار ، وتدربيهم على رعاية الوالدين ، وتقديم الخدمات إلى الوالدين وكبار السن داخل الأسرة ، فتأثيره عميق في توثيق العلاقة بهم؛ ليصبح الأولاد والأحفاد في المستقبل بارين بكبار السن ، ويظهرون الاحترام والتقدير لهم.
لا أعــــذار - عرض ومراجعة
عبدالله بن سليمان الماجد
الوصف المادي للكتاب
اسم الكتاب : قوة الانضباط الذاتي ( لا أعذار)
المؤلف : برايان تريسي
عدد الصفحات: 303
دار النشر: مكتبة جرير....إقــرأ الـمـزيد
في بيتنا كنز
الوليد بن عبدالعزيز الماجد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيراً ما يسألك أغلب الناس عن ذلك الكنز سواء يعرفك أو لا يعرفك ومن لا يعرفك قد...إقــرأ الـمـزيد
الذمة الضمير
اسماعيل عبدالله الماجد
(هذا ما يحدث كل يوم لا.. بل يحدث في كل صباح) أعيش في حيرةٍ من أمري! وكأن مجتمعنا لا يعي ما حلّ بالأمم والشعوب من حولنا!! ومع كل صباح استيقظت لأذهب إلى المعهد الشرعي بالرياض، ...إقــرأ الـمـزيد
تعرف إلى حقوقك الوظيفية
محمد عبدالله أبا العون
بعض الموظفين ينسى كثيرا من حقوقه فتضيع عليه ؛ فمما ينبغي التنبه إليه:
أولاً : أن دوام الموظف في أيام العيد ، أو...إقــرأ الـمـزيد
طلب العلم
ماجد عبدالعزيز العبدالكريم
فضل العلم كبير ، والعالم ، وطالب العلم أفضل عند الله من الجاهل ، قال تعالى:''قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا...إقــرأ الـمـزيد
حِراك العُقولِ وتحْرير النُّقولِ
اسماعيل بن عبدالله الماجد
تحت أضواء صفراء ، وأمام طاولة خشبية ملساء ، ومن فوق ذلك الكرسي المريح، وكوب الشاي وبحوزتي قلم رصين، من هنا بدأت الحكاية.
أذكر قبل...إقــرأ الـمـزيد
منــــــقاد بلا وعــي
إسماعيل بن عبدالله الماجد
لماذا عندما يكتب الصحفي توماس فريدمان مثلا مقالا في النيويورك تايمز تجدنا نهرع إليه؟! ونقرأ ما لديه؟! أليس عندنا ما يفوق مثليه؟ لماذا.. عندما يكتب...إقــرأ الـمـزيد
شاهدٌ .. على المهر !
مالك بن خالد الماجد
في إحدى الليالي الرمضانية تلقيت رسالة تنقل نية "كفاءات" إقامة ناد ترفيهي لهذا الصيف ! توقعت أنني لم أفهم الرسالة جيداً , فكيف يقام نادٍ تتولاه "كفاءات"...إقــرأ الـمـزيد
