تابعونا
|
دورة بعنوان (  دورة التخطيط الشخصي. )   في جانب - المجال الشخصي -   دورة بعنوان (  سلسلة التجارب : اللقاء - 6 - تجربتي في طب العيون. )   في جانب - علوم الفكر والثقافة -   دورة بعنوان (  التخطيط الاستراتيجي باستخدام بطاقة الأداء المتوازن. )   في جانب - المجال الشخصي -   دورة بعنوان (  خطر الألعاب الإلكترونية على الأطفال. )   في جانب - المجال الشخصي -   دورة بعنوان (  تدوين الفوائد. )   في جانب - المجال الشخصي -   دورة بعنوان (  إنشاء وتشغيل متجر إلكتروني عبر أمازون السعودية. )   في جانب - المجال الشخصي -   دورة بعنوان (  كيف تختار تخصصك الجامعي. )   في جانب - المجال الشخصي -   دورة بعنوان (  الإكسل المالي. )   في جانب - المجال الشخصي -  

ما رأيك في تصميم الموقع ؟

قائمة الدخول
برنـــامج كــــاتب

حِراك العُقولِ وتحْرير النُّقولِ

اسماعيل بن عبدالله الماجد





 تحت أضواء صفراء ، وأمام طاولة خشبية ملساء ، ومن فوق ذلك الكرسي المريح، وكوب الشاي وبحوزتي قلم رصين، من هنا بدأت الحكاية.

 أذكر قبل قرابة العشر سنوات أول ما حبب إليّ الشعر، سطرت بقلمي وبخطي الركيك أول بيت شعري , ذهبت مباشرة إلى أخي الذي تفرّست فيه ميولاً للكتابة , وقرأت عليه ذلك البيت فانفجر ضاحكاً هُزُواً بما كتبت! يا الله ! كم كان رد فعله موجعاً ، سامرتني ضحكته أسبوعاً كاملاً وأنا أتعجب كيف لبيت يصف ملامح الطبيعة الهادئة أن يجلب كمية الضحك تلك!! رميت تلك الورقة في الشارع لتذروها رياح النسيان وتأخذ معها أول ما كتبت , علِّي أن أنسى مرارة ما حدث.

 بعد قرابة سنتين التحقت بحلقة تحفيظ القرآن الكريم , وكنت حينها في الصف الثاني المتوسط ، تعرفت على زميل يهوى الشعر النبطي -ومما لم أخبركم به أن أول ما كتبت كان بالفصحى- فاندلعت بيني وبين صاحبي سجالات ومناورات كنت فيها مرات منتصراً ومرات ألوّح براية بيضاء مهزوماً ! كنت أستعد للنزالات بحفظ الشعر وكتابته جل اليوم , وأشعر بالحماس والاندفاع كلما تذكرت صاحبي وهو يكابر عن الهزيمة.

 وعندما انتقلت إلى المرحلة الثانوية حدث لي موقف غير مساري تماما بل غير من تفكيري أيضاً , تعرفت على أخ نيجيري يدرس معي في نفس الفصل , يعشق الشعر الفصيح حفظاً وكتابة وقراءة واعتقدت أنه كفؤ لي فنازلته المرة الأولى في أول يوم دراسي فغلبني من أول بيت فعاودتها معه فغلبني نفس المرة السابقة!! عدت للمنزل وكلي استياء لما حدث , فحاولت كتابة عدد كبير من الأبيات وحفظتها بإتقان ؛ استعداداً لنزال الغد.
وفي صباح اليوم الثاني وقبل بدء الحصة الأولى طلبت منه المجاراة على أبياتي التي أعددتها مسبقاً وهو لا يعلم عنها , فغلبني عند البيت الثالث وكان هذا كل ما أعددت!!
عندها أيقنت أنه يملك سلاحاً عجيباً رغم أنه من غير الناطقين بالعربية إلا أنه يستطيع التغلب عليّ بسرعة فائقة.
فسألته في الفسحة مرة وكان منهمكاً بقراءة ديوان لشاعر غزلي يدعى كثير عزة , قلت له:
ماذا تفعل؟؟
فأجابني قائلاً : إنني أقرأ ديوان كثيّر لأفهم معانيه واحفظ ما فيه.
إذن القراءة والفهم هما سلاحاه اللذان سخرا مني شر سخرية.
القراءة والفهم سلاحان فتاكان أقوى من كل شيء , بهما يتقدم الإنسان ويرتقي إلى مصاف العلماء والمأثرين في هذه الحياة , وبهما يخلِّد التاريخ أسماء الأعلام .
 دخلت مكتبة المدرسة في يوم من الأيام فتهت بين عدد الكتب التي تحتويها , وازددت حيرة ولم أجد ضالتي فاستعنت بمعلم النحو فأرشدني إلى ديوان الإمام الشافعي -رحمه الله- وطلب مني أن لا أكتب شيئاً حتى انتهي تماماً من قراءته , وفعلاً قرأته كاملاً وعقلته حتى أنني حفظت جل أبياته .
بعد ذلك كتبت بيتين وللأسف لم يحدث التغير الذي كنت أعتقد وقدمتها لذلك المعلم فأثنى علي كثيراً لجدي وحرصي , وقال أن القراءة ليست وصفة سحرية تقودنا لما نريد من أول صفحة  أو من أول كتاب، أريدك أن تقرأ عشر صفحات فقط من كتاب "البيان والتبيين" , وأخبِرني متى ما انتهيت لأخبرك بالخطوة التي تليها ، فذهبت لمكتبة المدرسة وبحثت عنه فإذا به لأديب مشهور يدعى (الجاحظ) وكان كتاباً أدبياً صعقت لمّا رأيت حجمه الكبير , ولكن دفعني لقراءته هدفي الذي يكبره بأضعاف عدة.
أخبرت معلمي بعدما أنهيت المطلوب فقال لي أريدك الآن أن تكتب ما فهمته من الكتاب ، طلب غريب وما يفيدني ذلك في الشعر؟!
بعد العودة من المدرسة أخرجت هاتفي ودخلت الملاحظات وبدأت بكتابة ما فهمت , فكتبت قرابة الصفحتين من حجم
A4 مع أنني لم أفهم منه الكثير.
طبعتها وأهديتها لمعلمي , فبدأ بالمباركة والثناء وقال بعد قراءته لسطرين  فقط : أنت الآن تكتب أكثر من خمسة عشر سطر!
حاول أن تعبر عن آرائك بدون قيود تحرر من أغلال الوزن والقافية وكثير السجع ؛ فإنها تعيقك.
 كان ذلك في الصف الأول الثانوي وعندما انتقلت إلى الصف الثاني درست في مادة الأدب عن ركن من أركانه ألا وهو النثر , وفيه أنواع كثيرة من أبرزها المقالة , حينها علمت ما رمى إليه معلمي وكيف استطاع أن يحدد شغفي في الكتابة , وبدأت مرحلة جديدة أسميتها "حراك العقول وتحرير النقول" كتبت خلالها أكثر من خمس مقالات ولا تزال الرحلة مستمرة.

إقرأ أيضا

علمتني الرياض!

عبدالاله حمد عبدالله الماجد


في قلب صحراء قاحله على بقايا مدينة الحجر تأسست مدينة الرياض و كانت وقتها مقصداً للتجار ولمن أراد وادياً ليستقي منه وذلك لوجود الأسواق والأودية...إقــرأ الـمـزيد

كيف نصل لآبـائنا !

يوسف بن محمد العجلان


" عيب الآباء الأساسي هو رغبتهم في أن يكون الأبناء شرفاً لهم" برتراند راسل في البداية كنت سأكتب الموضوع ( ماذا يريد الآباء من الأبناء؟) لكن الآباء يريدون أفكارهم...إقــرأ الـمـزيد

عــــلَّــــــمتني الــــــرياض

عبدالإله بن حمد السعدون


في قلب صحراء قاحله ، وعلى بقايا مدينة الحجر تأسست مدينة الرياض ، وكانت وقتها مقصداً للتجار لمن أراد وادياً يستقي منه ؛ أو روضة ينتفع منها ، أو قمحا يتزود منه بقية عامه ، في...إقــرأ الـمـزيد

طلب العلم

ماجد عبدالعزيز العبدالكريم


فضل العلم كبير ، والعالم ، وطالب العلم أفضل عند الله من الجاهل ، قال تعالى:''قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا...إقــرأ الـمـزيد

" هل أصبح الدين موضة قديمة! "

فراس بن أحمد الماجد


 

نحن في زمان أصبح الدين فيه غريبًا ، عندما تخرج من المنزل وتذهب الى المقاهي و الشوارع و المطاعم وترى تفكير...إقــرأ الـمـزيد

طلب العلم

ماجد بن عبدالعزيز العبدالكريم


فضل العلم كبير والإنسان العالم أو طالب العلم أفضل عند الله من الجاهل قال تعالى''(  قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر...إقــرأ الـمـزيد

حِراك العُقولِ وتحْرير النُّقولِ

اسماعيل بن عبدالله الماجد


 تحت أضواء صفراء ، وأمام طاولة خشبية ملساء ، ومن فوق ذلك الكرسي المريح، وكوب الشاي وبحوزتي قلم رصين، من هنا بدأت الحكاية.

 أذكر قبل...
إقــرأ الـمـزيد

مهلاً كفاءات

لجين بنت سامي المطوّع


جرت العادة في الاجتماعات الأسرية أن تكون اجتماعًا سنويًّا يجتمع فيه أبناء العم في حفل رسمي يكاد يقتصر على تكريم حفظة القرآن والمتفوقين ، وشيء من الترفيه ؛ فكانت اجتماعات...إقــرأ الـمـزيد